برشلونه فوق الجميع ..!؟
أتاح نهائي أقوى بطولة على مستوى الأندية في العالم (على الإطلاق) أتاح لي فرصة تذكر تلك العبارة الأثيرة التي تعتلي نشيد الألمان والقائلة: المانيا فوق الجميع.. والان وبعد ثلا بطولات (نادرة) في خزائن الكتلان أليس من الإنصاف أن يقال أن نادي برشلونه أصبح أيضاً فوق الجميع..؟
وبالعودة للوراء قليلا... وبعد دخول الأندية في صراع الأدوار نصف النهائية من البطولة.. اكتشف الجميع أن فريق بامكانات فتاكة سيغزو العالم... ولكن بدت أن مهمتهم صعبة في اجتثاث ثلاثي انجليزي يقف في طريقهم.. ومدجج بكل مقومات الفوز.. والان وبعد نهائي الأمس سيقف الآرسناليون مصفقين لأن كرة تفوقهم حازت على اللقب، وسيبصم المانشتراوية أنه لم يكن في الإمكان أفضل من خوض النهائي ومن الذي كان،، ولكن.. قد يصفق عشاق البلوز للبلوجرانا فيما بعض قطرات دمع تنهال على خدودهم لأن صافرات ظالمة اغتالت أحلامهم.. !
“ نيرون ” الطاغية أحرق مدينة روما بأكملها ليستلهم من منظر النيران شيئاً يجعله يتأثر ليكتب قصيدة شعر..!! بينما لم يحتج (بيب جوارد يولا) لأكثر من تسعين دقيقة أحرق من خلالها أعصاب الشياطين الحمر ومدربهم العجوز.. وجعل من المباراة معرضاً نشاهد فيه متعة برشلونه مجانية..
بداية اللقاء كانت قوية من جانب المانشستر.. ابتسم العجوز فرجسون حتى بانت أضراس العقل والجنون عنده، وبدأ كمن يؤكد للجميع عباراته الساخرة قبل أنطلاق النهائي عندما قال أن ابيض انجلترا ليس كأبيض اسبانيا.. ولكن ما أن دوّر البرشلونيين الكرة بين أقدامهم.. واستلموا الزمام أصبح من الصعب جداً مجاراتهم..
وعندما سألت الصحافة اللاعب راين جيجز عن رأيه في النهائي سارع ذلك اللاعب الأسطورة إلى التقاط أنفاسه وتحدث قائلا: لقد استحقينا الوصول للنهائي و لكن لم نكن نستحق الفوز فـبرشلونه فريق رائع و هم أفضل من يحتفظ بـالكرة عند التقدم بـالنتيجة و بـإمكانهم جعل المنافس يبدو عادياً..! (انتهى حديثه)...
لاحظ هنا حدق جيداً.. أليس ثمة عظمة وسطوة سيجد الكثير صعوبة كبيرة في سترها.. ؟؟ ولأن الشهادة من لاعب كبير فقد عرف الجميع أنه وفي هذا الموسم كانت قد انتهت الكلمات وفصلت الملابسات، وعُذر من كان متعملقاً فأمام البرصا ستكون كمن رماك حظك العاثر في مواجهة من لا تعجزة مواجة..! البرصا يطحن المجريات طحناً.. يفرضون أسلوبهم، وعندها يبدو الخصم تائهاً جداً أمامهم..
هذا هو الفرق أذا؟؟ تفوق البرصا على المانيو وتفوق ميسي على رونالدو.. فإن تلعب وخلفك انيستا واكزافي.. ليس كما تلعب وخلفك جيجس وبارك جي سونك.. مع كامل الأحترام لأسطورية الأول التي نالت منها السنون.. وحماس الثاني الذي لن يكون كافياً لمقارعة لاعبين بدو أنهم قادمون من كوكب آخر..!
يقولون أن الكرة (صناعة) ودراسة وتكتيكات ودورس معقدة.. ولن تنصر أو تقوم للبطولات عندك قائمة إلى بها.. هذا الضجيج كله أصبح يثبت نجاعته.. فها هي أندية الأنجليز تجلب أشهر المدربين، وأميز اللاعبين التكتيكيين.. وتعزف على أقوى وأبرع الحان التكتيك.. وتبرر بغاية الفوز قبح أي وسيلة لتحقيقه.. ولكن ثائر اسمه جوارد يولا.. رفض هذه النهاية المأسوية لمتعة كرة القدم.. وحضر للجميع فريق الجمالية الغير متخاذلة.. بمعنى أنه النادي أصبح يؤدي للمتعة بنسب وجرعات كبيرة.. غير غافل الواقعة ومتطلبات الفوز.. إلى الان بدا الوقوف أمام الرصا شائك وصعب.. في النهاية سيقتنع الجميع عموماً بالحقيقة.. الحقيقة التي تقول: أنتصرت الكرة الجميلة.. وانهزم الضجيج..